لا تبحَث على المثالية في رواياتي ، و قبلَ أن تقرأ كُل ما كتبَ هنا مُجرد خَيال ، لا تشغلكُم عن طاعة الله .. بِقلمي المُتواضع لكُم .
من سبّح لله في يومه مئة مرّه ؟ غفرت له ذنوبه وان كانت مثل زبد البحر ، سُبحان الله و بحمده ، سُبحان الله العظيم .

المُشاهدات :

الخميس، 25 ديسمبر 2014

(1)


  • الصفحة الرئيسية : هنا #

# إن كُنت لا تستَطيع أن تتخلى عَن حلمك فلا تَحلم .. لأنك ستتألم :


* بريَطانيا - لَندَنْ :

لندَن : لون بلد لا يُشبه وَطني الغالي ، لونٌ مختلف أجواء مُختلفة .. كان ذلك بعد تَخرجي منَ الثانوية العامة وحُصولي على نَسبة لم أتوقعها .. كانت نسبتي 97 بالمئة .. رُبما هُنالك مَن حَصل على أفضل مِنها أو يوجد طلبة أفضلُ مني بكثير .. لكن في عائلتي كُنت أنا الأول من بَين إخوتي .. كنتُ أنا المُدلل .. كُنت الأمل ! .. مَضت الأيام والسنين .. آخر ما أتذكره كلام أمي ليلة الوداع ، في المطار :
(خالد .. أريد أفتخر فيك ، أبيك ترفع راسنا ، روح الله يَحفظك ويسهل دَربك) ..

كيف حال أمي الآن ؟

إخوتي ؟

كيف حال أبي بعد رَحيلي ؟

هل قاموا بتغيير أثاث المنزل ؟

هل ذهبت عنود للجامعة ؟

والكثير من التَساؤلات التي لا تَنتهي ..


بَعد ثلاث سَنوات غُربه :


في سَكن الطلبة :

كالمُعتاد أتصفحُ مدونتي الإلكترونيه .. كتبت عَن يومي وفي آخر سطر
" إن كُنت لا تستَطيع أن تتخلى عَن حلمك فلا تَحلم .. لأنك ستتألم" ..

قاطعني صوتَ زميلي وهو كالعادة يختلس النظر إلي ما أكتبه : ما أقدر أفهمك خالد ..
مرات تكون مثل الوحش مستعد يضحي علشان يحقق أحلامه ومرات
تكون ضعيف في أحلامك .. خلاص قررت ترد البلاد وتتخلى عن حلمك ؟ ..
كان كلامه مثل السكين حاد جداً : شو مايكون أنا لازم أرد ، هذا قراري ..
قاطعني : ليش ؟ شو السبب ؟
بهدوء : عندي سبب ..
يقاطعني من جديد : ما كنت أتوقع في يوم هالكلام منك ..

( إلتزمتُ الصمت ، لأن زميلي "حمد" لا يحب أن يَستمع لأحد ، إستمر هو في الحديث دونَ توقف .. حلمك ؟ .. لماذا ؟ .. كيف ؟ .. غير معقول ؟ .. لكن .. كان يتحدث وكأنهُ هو من تخلى عن حلمه لا أنا .. أزعجني حَديثه ، ازعجني لدرجة أني غادرتُ الغرفة هارباً إلي أقرب ملاذ .. وكان أقربُ ملاذ لي المتنزه القريب من سكن الطلبة .. كنتُ أمشي بسرعه حتى تذكرت أني نسيتُ هاتفي ولكن لم أرغب بالعودة جلستُ على أقرب كرسي كانت الأفكار تملأ رأسي وكأن هنالك صراع في عقلي ) ..

بعد ساعة تقريباً شعرتُ بخطوات خلفي .. إلتفت .. ثُم ابتسمت ، جاء مَن يفهمني !

: خالد ليش يالس بروحك ، يالس تفكر في قرارك ..
: تقريباً ..
: ممممممم شو قررت خلاص بترد ؟
: هيه إن شاء الله .. بكلمهُم وباخذ أوراقي وراد بعد يومين ..
" تنهد " : يعني بتم بروحي .. الله يسامحك بس ..
: شو المشكله عمرك 24 سنة مب ياهل !
" ضحك " : ههههههههه والله محدد ياهل غيرك ..
" فهمت قصده " : أها .. أوك ماعلي حسابك عقب ..
: ههههههه شفيك أسولف معاك ، تبي الصج أنا مب معاك ولا ضدك ، في النهاية إنت حر فلي تسويه ..

لحظات صمت طويله .. كنت أتأمل السماء وأسترجع ذكريات تخرجي من المدرسة ، .. منذُ إستلام الشهادة .. فرحة عائلتي ، خبر البعثة لبريطانيا .. ترتيب حقيبتي .. الذهاب للمطار .. ولحظة الوداع ، ثم الثلاث سنوات هُنا .. ضحكت هنالك الكثير لاسترجاعه ، مواقف مُضحكه ومواقف حزينة ذاكرتي مُشبعة بالذكريات الآن ) ..

: بشو تفكر ؟..: عندي ربع متناقضين واحد شوي وبذبحني لأني بوقف دراستي والثاني يقول إنت حر ..
" ضحك " : هههههه منو حمد ؟ ، أكيد عطاك من الزين ..
: هيه ماقصر ..
" بجديه " : يمكن معاه حق لا تلومه .. وبعدين ماقلت السبب ..
: لازم يكون في سبب يعني ؟
: أكيد لازم !! مب معقولة سنين كرف غربه وغيره وآخرتها تطلع بدون سبب جي ؟ هذا إذا كنت إنسان عاقل هههه
: عاقل ! .. تضحك علي ألحينه ؟؟ ؟ ..
: لا محشوم هههه بس فكر عدل قبل لا تتسرع ..ويلا تجمدنا برد .. " تحرك " ..
: علاوي ..
" التفت " : هلا ؟
: مشكور على وقفتك معاي كل هالسنين .. وبفكر في كلامك ..
" ضحك " : ههه انت صاحي ؟ فيك شي ؟ خالد يقول لي مشكور معقوله !
" استفزني اسلوبه " : اقول تبي تنضرب ..
: ماتقدر هههههههه " ركض وركضت وراه شرات اليهال " ..

علي ، صديقي وأخي يكبرني بسنتين .. أول من ساعدني لأكمل دراستي في بريطانيا ، قبل ثلاث سنين إلتقنا في المطار .. من كان يدري بأنه سيصبحُ أعز صَديق لي .. هو بمثابة أخي الكبير ، أحترمه وأقدر كلامه . . ينصحني وأنصحه ، شعرتُ بأنه يجبُ علي شكره على كل شيء ولم أستطع أن أعبر عن إمتناني له .. فليس من عادتي أن أشكر الآخرين ) ..








* بَعيداً عنْ لندَنْ - أبوظَبي :

في الجامعة .. مثلُ أي جامعة أخرى الطالبات من قاعة لقاعة ، النظام يُسيطر
على المكان ، رغم فوضى الطالبات إلا أن لكل واحدة حُلمها الخاص من هذه الجامعة ..

أما أنا فكنت أنظر للساعة أكثر من عشرين مره! حتى انتبهَت لي الدكتوره مريم ..

: عنود ؟ كل شوي أشوفج إطالعين الوقت خير مب عايبنج الدرس ..
ابتسمت : لا بس عندي شي مهم على الساعه 12 بالضبط ..
: انتبهي على الشرح بعدها فكري فلي عليج ..
: ان شاء الله ..
" تأففت في داخلي" ..

"صديقتي بهمس " : عنود بلاج ؟
: أريد أطمن على أخوي من زمان ما اتصل .. من كم يوم حلمانه فيه ..
" ضحكت " : عادي ليكون الحلم أثر فيج ههههه قولي شو حلمتي ؟
: لا والله ! تضحكين على كلامي وعقب تسإلين شو حلمتي ..
: شو زعلتي ؟
" الدكتوره بعصبية " : سلمى وعنود ، خلصتو كلام ! ..
سلمى بخوف : آسفين دكتوره ..
الدكتوره : يلا ما تم شي على نهاية هالكورس خلونا نخلص هالدرس ..

إستمرت هي في الشرح ، وأنا مازلت أفكر في ذلك الحلم المزعج .. ربما لأني كنت أفكر بخالد قبل أن أنام .. أتمنى أن يكون بخير .. لكن لماذا لم يتصل ! ، في الفتره الأخيره كان جميع من في المنزل يتحدث عن أخي خالد وكيف حاله ودراسته في الخارج وهل سيطول غيابة أكثر .. غلبني التفكير والسرحان .. حتى انتهى الدرس ورأيت الجميع يخرج من القاعة الدراسية ) . .

: لا اليوم عنود فيج شي مب طبيعي ! ، سرحانه وتفكرين وماتدرين وين الله حاطج ..
" رتبت أوراقي وأقلامي " : مافيني شي بس أحاتي أخوي ..
: غريبه ، أول مره أشوفج تحاتين أخوج !
" بعصبيه " : شو تقصدين ! أكيد أحاتي خواني ..
" بجدية " : ليش عصبتي .. أقولج الصج مب عايبنج !
" تنهدت " : لا .. لأنج تحسسيني بأني بس أحاتي بسبب الحلم ..
" ضحكت " : هههههه والله هذا الي أشوفه .. خبريني شو حلمتي زين ..
" أخذت حقيبتي " : ما أذكر .. باي ..

إستمريتُ بالمشي وسلمى تحاول اللحاق بي .. سلمى صديقتي منذ أيام المدرسة ، صديقة مخلصه
تحاول أن تقدم أفضل ما لديها في الدراسة وتحلم أن تكون مهندسة .. أحياناً أشعر بأنها تفهمني وأحياناً لا 
) ..

: عنووود .. عنوود !!! ..
" إلتفت " : هااا هااا .. !!
ضحكت : شو عصبتي مني لهدرجه .. خلاص زين أمزح وياج ، أكيد بتحاتين أخوج
تبين الصج يحظج عندج خوان مرات أغار منج ..
: شو هاي حجه ؟
" ضحكت " : هههههههه حجه شو تعرفين أن ماعندي غير إخت وحده .. وأني أغار
لأن عندج خوان وخوات أكبر منج ..
: زين كسرتي خاطري ..
" تتظاهر بأنها تبكي" : أصلا عادي هيء هيء ..
: ههههههه يلا نروح ناكل شي يعت ..
"باستغراب " : ما بتتصلين تكلمين أخوج ؟
: لا ..
: حلفي بس ! عيل ليش كل ها ..
: بس جي غيرت رايي ..

أكملنا طريقنا وأنا أحاول أن انسى موضوع أخي ) ..

سلمى بتردد : عنود في شي أريد أقولج بس متردده ..
" باستغراب " : شي شو ؟
: خ خلاص برايه يلا نروح ناكل شي ..
: سلمى قولي ! في شي؟
: لا مب مهم .. يلا الوقت تعرفين أني ما أحب أتاخر على الكلاس ناكل بسرعه اوك ..
" تصنعت عدم المبالاه " : أوك على راحتج ..

لم يَكن علي أن أنسى بأن صديقتي سلمى دائماً تشعر بالحزن بأنها لا تملك أخاً أكبرُ منها .. رغم ذلك كلامها قد يكون منطقي فأنا لم أتحدث أمامها عن أخي إلا نادراً .. هل علي أن أخبرها ماذا كان حُلمي ، يالله ما بالي أفكر بذلك الحلم كثيراً، علي أن أركز في دراستي الآن ) ..




بعد نهاية الدوام الدراسيّ :

إتصلت لأمي مراراً لكن لا أحد يرد على الهاتف ! ماذا حدث معهم ..
جلستُ أنتظر أي رد ..

كانت إحدى زميلاتي في الجامعة تتقدم نحوي !
: هلا عنود ..
: أهلين ..
: شو تتريين حد ياخذج حياج بوصلج ..
: لا شكراً !
: أخوي بياخذني ، تعالي عادي بوصلج ..
" بعصبيه " : تستهبلين صح !
" ضحكت" : طبعاً .. أوه ليكون صدقتي ..
: الله وياج " تحركت من مكاني " ..

تلك الفتاة أكرهها .. لا أحب اسلوبها .. حديثها معي .. كل شيء فيها .. أحياناً أتمنى أن أختفي ولا تراني .. كانت صديقة قديمة.. ليست بمعنى الصداقه ولكن كنا في نفس المدرسه ، لم أكن أعلم بأنها سيئة الأخلاق هكذا ! .. لكن أخطأ فالبشر هكذا منهم الجيد ومنهم السيء ، كنت لم أدرك هذه الحقيقة بعد ، فعلاً أحياناً نخدع في المظاهر .. أحمد الله كثيراً أني رأيت حقيقتها ) ..


مر وقت طويل وزاد قلقي حتى رن هاتفي كان " أخي زايد "..
: ألو ؟
: هلا زايد بلاكم محد يرد علي !
: ماشي شوي وبمر آخذج ، عشر دقايق ..
: أوك .. صج مافي شي ؟
: هيه .. يلا بسكر ..
" بخوف " : زايد لا تستهبل ليش أميه ماترد على الفون ؟
: مدري يمكن في المطبخ ولا شي ..
: ليش صوتك يبين أن فيه شي ..
" يتصنع الضحك " : هههه مافيني شي خيبه بلاج إنتي .. يلا باي ..
" بعصبيه " : زايد !!
: يوم بمر آخذج بتعرفين .. يلا باي ..

انتظرت زايد ، وودعت صديقاتي .. شعرت بالخوف ، وأفكاري السلبية لا تتركني ، ربما أنا أبالغ اليوم في كل شيء .. مجرد أحاسيس غريبة تراودني من حين لآخر .. حتى أني لم أنتبه في محاضراتي لا أذكر إلا القليل .. تعوذت من الشيطان ، دقائق و رن هاتفي .. كانت أمي المتصله ) ..

يتبع . . . !


                                                                      

هناك 4 تعليقات:

  1. كملييييييييييييييييييي بليييزز

    ردحذف
  2. الرواييه ططر حبيت البارت الاول ،،
    حبيت البارت الاول واستممري ع هالابداعع
    ف انتظار البارت الثثاننني ولا تطولين هاا

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمين حبوبه ، ومنوره ..
      =) إن شاء الله قريباً وشكراً لج ..

      حذف